کد مطلب:90744 شنبه 1 فروردين 1394 آمار بازدید:133
سَلاَمٌ عَلَیْكُمْ[1]. أَمَّا بَعْدُ، یَا طَلْحَةُ وَ یَا زُّبَیْرُ[2]، فَقَدْ عَلِمْتُمَا، وَ إِنْ كَتَمْتُمَا، أَنّی لَمْ أُرِدِ النَّاسَ حَتَّی أَرَادُونی، وَ لَمْ أُبَایِعْهُمْ حَتَّی بَایَعُونی[3]. وَ إِنَّكُمَا مِمَّنْ أَرَادَنی وَ بَایَعَنی. وَ إِنَّ الْعَامَّةَ لَمْ تُبَایِعْنی لِسُلْطَانٍ غَالِبٍ[4]، وَ لاَ لِعَرَضٍ[5] حَاضِرٍ. [صفحه 783] فَإِنْ كُنْتُمَا بَایَعْتُمَانی طَائِعَیْنِ، فَارْجِعَا عَمَّا أَنْتُمَا عَلَیْهِ[6] وَ تُوبَا إِلَی اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ[7] مِنْ قَریبٍ، وَ إِنْ كُنْتُمَا بَایَعْتُمَانی كَارِهَیْنِ، فَقَدْ جَعَلْتُمَا لی عَلَیْكُمَا السَّبیلَ بِإِظْهَارِكُمَا الطَّاعَةَ، وَ إِسْرَارِكُمَا الْمَعْصِیَةَ. وَ لَعَمْری، مَا كُنْتُمَا بَأَحَقِّ الْمُهَاجِرینَ بِالتَّقِیَّةِ وَ الْكِتْمَانِ. إِنَّكَ، یَا زُبَیْرُ، لَفَارِسُ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِ وَ آلِهِ وَ سَلَّمَ وَ حَوَارِیُّهُ[8]. وَ إِنَّكَ، یَا طَلْحَةُ، لَشَیْخُ الْمُهَاجِرینَ[9]. وَ إِنَّ دَفْعَكُمَا هذَا الأَمْرَ مِنْ قَبْلِ أَنْ تَدْخُلاَ فیهِ كَانَ أَوْسَعَ عَلَیْكُمَا مِنْ خُرُوجِكُمَا مِنْهُ بَعْدَ إِقْرَارِكُمَا بِهِ. وَ قَدْ عَرَفْتُمَا مَنْزِلَتی مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِ وَ آلِهِ وَ سَلَّمَ[10]. وَ قَدْ زَعَمْتُمَا أَنّی قَتَلْتُ عُثْمَانَ بْنَ عَفَّانَ[11]. فَبَیْنی وَ بَیْنَكُمَا مَنْ تَخَلَّفَ عَنّی وَ عَنْكُمَا مِنْ أَهْلِ الْمَدینَةِ، ثُمَّ یُلْزَمُ كُلُّ امْرِئٍ بِقَدْرِ مَا احْتَمَلَ. وَ قَدْ زَعَمْتُمَا أَنّی آوَیْتُ قَتَلَةَ عُثْمَانَ. فَهؤُلاَءِ بَنُو عُثْمَانَ أَوْلِیَاؤُهُ، فَلْیَدْخُلُوا فی طَاعَتی، ثُمَّ یُخَاصِمُوا إِلَیَّ قَتَلَةَ أَبیهِمْ. وَ مَا أَنْتُمَا وَ عُثْمَانَ إِنْ كَانَ قُتِلَ ظَالِماً أَوْ مَظْلُوماً؟. وَ قَدْ بَایَعْتُمَانی وَ أَنْتُمَا بَیْنَ خَصْلَتَیْنِ قَبیحَتَیْنِ: نَكْثِ بَیْعَتِكُمَا، وَ إِخْرَاجِكُمَا أُمَّكُمَا مِنْ بَیْتِهَا الَّذی أَمَرَ اللَّهُ تَعَالی أَنْ تَقَرَّ فیهِ. وَ اللَّهُ حَسْبُكُمَا[12]. [صفحه 784] فَارْجِعَا، أَیُّهَا الشَّیْخَانِ، عَنْ رَأْیِكُمَا، فَإِنَّ الآنَ أَعْظَمَ أَمْرِكُمَا الْعَارُ، مِنْ قَبْلِ أَنْ یَجْتَمِعَ الْعَارُ وَ النَّارُ. وَ أَنْتِ یَا عَائِشَةُ، فَإِنَّكِ خَرَجْتِ مِنْ بَیْتِكِ عَاصِیَةً للَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ وَ لِرَسُولِهِ مُحَمَّدٍ صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِ وَ آلِهِ وَ سَلَّمَ تَطْلُبینَ أَمْراً كَانَ عَنْكِ مَوْضُوعاً، ثُمَّ تَزْعُمینَ أَنَّكِ تُریدینَ الإِصْلاَحَ بَیْنَ الْمُسْلِمینَ. فَخَبِّرینی مَا لِلنِّسَاءِ وَ قَوْدِ الْجُیُوشِ[13]، وَ الْبُرُوزِ لِلرِّجَالِ، وَ الْوُقُوعِ بَیْنَ أَهْلِ الْقِبْلَةِ؟. وَ طَلَبْتِ، عَلی زَعْمِكِ، دَمَ عُثْمَانَ. وَ مَا أَنْتِ وَ ذَاكَ، عُثْمَانُ رَجُلٌ مِنْ بَنی أُمَیَّةَ، وَ أَنْتِ امْرَأَةٌ مِنْ بَنی تَیْمِ بْنِ مُرَّةَ؟. ثُمَّ أَنْتِ بِالأَمْسِ تَقُولینَ فی مَلَأٍ مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِ وَ آلِهِ وَ سَلَّمَ: اقْتُلُوا نَعْثَلاً، قَتَلَهُ اللَّهُ، فَقَدْ كَفَرَ. ثُمَّ تَطْلُبینَ الْیَوْمَ بِدَمِهِ. وَ لَعَمْری، إِنَّ الَّذی عَرَّضَكِ لِلْبَلاَءِ، وَ حَمَلَكِ عَلَی الْمَعْصِیَةِ، لأَعْظَمُ إِلَیْكِ ذَنْباً مِنْ قَتَلَهِ عُثْمَانَ. وَ مَا غَضِبْتِ حَتی أُغْضِبْتِ، وَ لاَ هِجْتِ حَتَّی هُیِّجْتِ، فَاتَّقِی اللَّهَ، یَا عَائِشَةُ، وَ ارْجِعی إِلی بَیْتِكِ، وَ اسْبِلی عَلَیْكِ سِتْرَكِ[14]. وَ السَّلاَمُ.
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحیمِ مِنْ عَبْدِ اللَّهِ عَلِیٍّ أَمیرِ الْمُؤْمِنینَ إِلی طَلْحَةَ وَ الزُّبَیْرِ وَ عَائِشَةَ.
صفحه 783، 784.